اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش الجزء : 1 صفحة : 227
الحجارة, لأن الحجارة ممّا يوصَف بالبَقاء. قال الشاعر [من البسيط]:
132 - ما أطْيَبَ العَيْشَ لو أن الفَتَى حَجَرٌ ... تَنْبُو الحَوادِثُ عنه وَهْوَ مَلْمُومُ
فلمّا كانت في معنى الفعل، كانت مُفيدة، كما لو صرّحتَ بالفعل. والفرق بين الرفع والنصب أنّك، إذا رفعت، كأنّك ابتدأتَ شيئًا قد ثبَتَ عندك، واستقرّ؛ وإذا نصبت، كأنّك تعمل في حالِ حديثك في إثباتها.
فصل [نوعا الخَبَر]
قال صاحب الكتاب: "والخبر على نوعين مفرد وجملة؛ فالمفرد على ضربين: خالٍ عن الضمير, ومتضمنٌ له. وذلك "زيدٌ غلامك", و"عمرو منطلقٌ"".
* * *
قال الشارح: اعلم أن خبرَ المبتدأ هو الجزء المستفاد الذي يستفيده السامعُ، ويصير مع المبتدأ كلامًا تامًّا. والذي يدلّ على ذلك أن به يقع التصديقُ والتكذيبُ؛ ألا ترى أنّك إذا قلت: "عبدُ الله منطلقٌ"، فالصِّدْقُ والكِذْبُ إنّما وقعا في انطلاق عبد الله، لا في عبد الله, لأنّ الفائدة في انطلاقه، وإنمّا ذكرتَ عبد الله، وهو معروفٌ عند السامع، لتُسْنِد إليه الخبرَ الذي هو الانطلاقُ.
123 - التخريج: البيت لابن مقبل في ديوانه ص 273؛ وشرح شواهد المغني 2/ 661؛ وبلا نسبة في الحيوان 4/ 310؛ وخزانة الأدب 11/ 304؛ والخصائص 1/ 318؛ وشرح الأشموني 3/ 602، ولسان العرب 2/ 5 (أمت)، 12/ 580 (نعم).
اللغة: تنبو: ترتدّ. ملموم: مجتمع الأطراف. حوادث الدهر: مصائبه.
المعنى: ليتني حجر، إذًا لَمَا آلمني الدهر بنكباته، ورددته خائبًا.
الإعراب: "ما": نكرة تعجبية تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ. "أطيب": فعل ماضٍ جامد لإنشاء التعجب، مبني على الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره هو. "العيش": مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. "لو": حرف امتناع لامتناع. "أن": حرف مشبه بالفعل. "الفتى": اسمها مرفوع بالضمة المقدّرة على الألف للتعذر. "حجر": خبرها مرفوع بالضمّة الظاهرة. والمصدر الم" وّل من "أنّ" ومعموليها في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره: ثبت "تنبو": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدّرة على الواو للثقل. "الحوادث": فاعل مرفوع بالضمّة الظاهرة. "عنه": جار ومجرور متعلقان بالفعل تنبو."هو": الواو: حالية، و"هو": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "ملموم": خبر مرفوع بالضمّة الظاهرة، والمصدر المؤول من "أن" ومعموليها فاعل لفعل محذوف.
وجملة "ما أطيب العيش": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "أطيب العيش": في محل رفع خبر للمبتدأ "ما". وجملة "لو ثبت كون الفتى حجرًا مع الجواب المحذوف" حالية، وجملة "ثبت كون الفتى" جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "تنبو": في محل رفع صفة حجر. وجملة "وهو ملموم": في محل نصب حال.
والشاهد فيه تمنّي الشاعر أن يكون حجرًا, لأنّ الحَجَرَ باقٍ رغم حوادث الدهر.
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش الجزء : 1 صفحة : 227